اعتبر النائب نضال طعمة ان "القوي هو الذي يعطي من فائض قوته للبلد". وقال في تصريح: "هل بات بإمكاننا أن ننظر بطمأنينة إلى مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية؟ إذا حاولنا أن نقرأ واقعنا الانتخابي اليوم بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، نلاحظ سلسلة من المفارقات الجديرة بطرحها على بساط البحث. جاءت النسبية لتطرح قضية المشاركة الحقيقية على بساط البحث، وتعطيها فرصة للتطبيق، وكلنا نعلم أنها ستأكل من خبز الكتل الكبرى. لذلك عندما نقول أن الشيخ سعد الحريري، قدم للبلد، وضحى مما له، فنحن بذلك لا نطلق شعارات انتخابية، أو نكرر خطابات تعبوية. فالرجل ليس ابن ازدواجية طاحنة في طائفته، وليس صاحب قوة تستطيع أن تقمع أو تخيف أو تلزم الآخرين. فالقضية المطروحة هنا، هل سيدرك الجانب الآخر أهمية ملاقاة الشيخ سعد، والكف عن محاولة استثمار الفرصة لمصلحة آنية في البلد، كما يفعل دوما وحتى الرمق الأخير؟ القوي هو الذي يعطي من فائض قوته للبلد، فهل سيفعل ذلك الآخرون؟ أم أنهم سيستفيدون فقط مما أقدم عليه الرجل في لحظة استراتيجية حاسمة، يمكنها أن تقدم الخير للبلد؟"
اضاف: "خيار الشراكة لا يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال إلا نتيجة قناعة طرفين أو أكثر، لرصد نقاط تلاق، ولتحديد تشابك المصالح. فهل ستشهد البلاد ترجمة عملية لهذه الشراكة بعد الانتخابات؟ وهل اقتنع الفريق الآخر، أم أن ظروف المعركة الانتخابية تفرض عليه إظهار القناعة؟ لا بأس إن تغيرت المعادلات والاصطفافات السياسية، لا بأس إن نشأت توجهات جديدة في البلاد، لا بأس إن غذت التحالفات الجديدة إرادة تنموية سيادية تبشر بالخير لمستقبل هذا البلد. ولكن أيمكن لهكذا تحالفات أن تصمد في خياراتها السيادية وأولوية مرجعية وبناء الدولة، أمام قوى الأمر الواقع التي تمتلك عناصر هيمنتها بسبب تركيبتها البنيوية؟. أسنكون بلدا نفطيا؟ أم سنبكي على أطلالنا لأننا أضعنا الفرصة الثمينة التي تعطي هذا البلد مناعة وثباتا؟ أسنمول تسليح الجيش اللبناني كاسرين القيد الخارجي، لنجاهر بحق هذا الجيش أن يكون باسطا سلطة بندقيته الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية؟ أم سيبقى هذا الجيش يبذل الغالي والرخيص، ويقاتل بلحمه الحي، ويحمي البلد من طمع الجشعين والمتطرفين، دون أفق مرسوم، لتوازن منطقي في حمى الدولة والشرعية؟".
وتابع النائب طعمة: "كي تحمل مرحلة ما بعد الانتخابات إجابات على هذه الأسئلة، علينا أن ننظر إلى برامج المرشحين إلى هذه الانتخابات. وليس برامج الأفراد، فلنكن واقعيين، الخيار في البلد خيار نهج وجماعة وفريق، وليس خيار شخص. وبالتالي فهو قرار نهج وليس قرار فرد. بانتظار الآتي، نستذكر شهداء هذا البلد، وننحني لأرواحهم الطاهرة. البارحة إذ تذكرنا وسام عيد الشهادة، لن ننسى إرادته التي ساهمت في بناء الجهاز القوي. إننا ننظر بكبر إلى قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات، وإلى الإنجازات الوطنية الكبيرة التي تحققها في حماية الوطن ومكافحة التطرف والإرهاب، ونعتز بالتكامل مع بسالة الجيش اللبناني، ليبقى لنا لبنان. هذا أملنا وهذا رجاؤنا، حمى الله أبناءنا في المؤسسات العسكرية وقدم فرصة الخلاص الحقيقية للبناننا الحبيب".